اختتام أعمال المنتدى السنوي لفلسطين في الدوحة

قدمت خلال أعمال المنتدى قرابة 70 ورقة بحثية اختيرت من ضمن 520 طلبا للمشاركة، وقد قبل من بين الـ520 ورقة بحثية 200 مقترح عرض خلال 6 جلسات متوزعة على كافة الندوات في أيام المنتدى.

اختتام أعمال المنتدى السنوي لفلسطين في الدوحة

جانب من الحضور في اليوم الختامي للمنتدى السنوي لفلسطين (عرب 48)

اختتمت، الإثنين، أعمال المنتدى السنوي لفلسطين، أعمال الدورة الثانية للمنتدى السنوي لفلسطين التي ينظّمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، خلال الفترة 10-12 شباط/ فبراير 2024.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وانتظمت أعمال اليوم الأخير من المنتدى في جلستين انعقدتا في مسارات فرعية متوازية، وندوتين. وُعقدت أعمال اليوم الثالث في فندق "شيراتون" بالعاصمة القطرية الدوحة، وسط مشاركة واسعة من مختلف البلدان العربية. وعُقدت اليوم، العديد من المحاضرات على جلستين، وتضمّنت الأولى 3 مسارات وفي كل مسار 3 محاضرات؛ كما قُدّمت أوراق بحثية مختلفة، وتبع كل محاضرة طرح أسئلة من الحضور على المحاضرين.

وقدمت خلال أعمال المنتدى قرابة 70 ورقة بحثية اختيرت من ضمن 520 طلبا للمشاركة، وقد قبل من بين الـ520 ورقة بحثية 200 مقترح عرض خلال 6 جلسات متوزعة على كافة الندوات في أيام المنتدى.

وفي ختام فعاليات المنتدى، شدّد المدير العام لـ"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، د. عزمي بشارة، على أحملية عقد المنتدى في ظل الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مؤكدا الاستمرار بعقده سنويًّا. وقال بشارة: "نخشى أن يكون هذا العام صعبا جدًا. صحيح أن هناك أصواتا متفائلة، ولكنني شخصيًا أرى أن هذا العام سيكون صعبا، سواءًا بسبب الحرب على غزة وحالة أهلنا في القطاع. صحيح أن بسالة الشعب وصموده يرفع الرأس ولكن النتائج ستكون كارثية، وسيكون علينا مواجهة هذه النتائج لجزء من شعبنا الفلسطيني، الذي واجه الحصار لمدة 17 عامًا، وأيضًا لا أدري كيف ستكون النتائج بالنسبة للمقاومة".

د. عزمي بشارة

وأضاف بشارة: "أخشى أننا نتحدث بمصطلحات قد لا تكون صالحة بعد عام، سواء من حالة المجتمع الفلسطيني، أو إستراتيجيات المقاومة، الأمر الذي يتطلب ترفّعا عن بعض الخصومات أو النزاعات التي كانت قائمة". وشدد على أن "مسألة الوحدة لم تعد مسألة رفاهية، بل باتت مسألة حياة أو موت".

وانعقدت الجلسة الأولى من اليوم الثالث للمنتدى في ثلاثة مسارات فرعية متوازية. وترأس مهران كامرافا جلسة عنوانها "فلسطين في أصدائها العالمية: فكرًا وتضامنًا"، وقد شارك فيها ثلاثة باحثين؛ وهم: شاعرة فاداساريا التي اعتمدت في ورقتها على تجارب تدريس الدراسات العرقية النقدية داخل فلسطين لاستكشاف ما توصّلت إليه التباينات حول حدود مناهضة العنصرية الليبرالية بوصفها مضادة للقضية الاستعمارية في فلسطين.

وحاول يانيس إقبال، تصوير فلسطين بوصفها نموذجًا فكريًا تتّسم به النظرية الماركسية ونظرية ما بعد الاستعمار، ورمزًا للمقاومة من خلال تجاهل الآليات التاريخية التي تمهّد الطريق إلى بروز ملامح المقاومة. في حين استعرض روفشان محمدلي التحوّل الذي طرأ على خطاب تضامن أذربيجان مع فلسطين عقب استقلال الأولى عن الاتحاد السوفياتي، والعوامل التاريخية التي عوّقت تطوّره.

(عرب 48)

وفي جلسة "اللاجئون والمهجرون: الذاكرة والمكان"، التي ترأسها إبراهيم فريحات، سلّط رامي رميلة الضوء على سياق النضال الذي كشف عنه أرشيف التاريخ الشفوي الفلسطيني من خلال تجارب ست نساء فلسطينيات من عين الحلوة خلال الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982، بينما بيّنت آزاده ثبوت في ورقتها تجربة الأطفال الفلسطينيين بعد الحرب في مخيم نهر البارد للاجئين وتدميرها له عام 2007، عن طريق رسوماتهم، معتمدةً على الكتابة النسوية الجغرافية.

من جانبها، استعرضت هبة يزبك تجربة الهجرة القسرية في أوساط المهجّرين الفلسطينيين الداخليين الذين هُجِّروا من مدنهم المختلفة في أعقاب النكبة، بالاعتماد على التاريخ الشفوي للمهجّرين أنفسهم حول ظروف التهجير.

(عرب 48)

وانعقد المسار الثالث برئاسة عماد قدورة، بعنوان "المجتمع الفلسطيني: الانتماء والفاعلية". وتحدثت فيه حنين مجادلة في ورقتها عن التطوّع بوصفه ممارسةً يقوم بها الفلسطيني على نحو واعٍ وغير واعٍ لتعميق ارتباطه بهويته ومجتمعه الفلسطيني، ويعزز من خلاله الشعور بالانتماء وتشكيل هوية جمعية عن طريق هذه الممارسة.

ومن خلال بحث الأزمة البنيوية التي يواجهها المجتمع المدني الفلسطيني، رصد أيمن يوسف في ورقته المشتركة مع مصطفى شتا، التمويل المشروط للمنظمات المدنية وسياسات السلطة الفلسطينية تجاهها، وآراء القادة الدينيين حول مفهوم التحرير المستهدف من المنظمات المدنية.

وأخيرًا، حاول بلال سلامة، تتبّع دور الفاعل الاجتماعي الفلسطيني في خضمّ التغيرات البنيوية التي أثّرت في تشكيل المشهد الفلسطيني، وكيفية انعكاس تلك التغيرات على بنية المجتمع الفلسطيني وتشظّيه، ممهدةً لتنامي فكرة الخلاص الفردي وتراجع قيمة التضامن الاجتماعي وتفكيك البنى الجمعية.

أما الجلسة الثانية لليوم الثالث، فقد عقدت في أربعة مسارات فرعية متوازية. وفي الجلسة التي ترأسها محمد أبو زينة "أنظمة السيطرة الاستعمارية في غزة والضفة"، ناقشت صفاء جابر الوضع القانوني لقطاع غزة بوصفه أرضًا محتلة في القانون الدولي، بعد أن مكّنت الظروف السياسية والتاريخية والجغرافية للقطاع إسرائيل من إحكام سيطرتها عليه رغم انسحابها منه عام 2005 وسيطرة حماس السياسية عليه.

وحلّلت غادة السمان في ورقتها النمط الاستعماري في مرحلة ما بعد أوسلو، التي أخذت فيها الهيمنة الاستعمارية تتطور بسرعة مع مرور الزمن نحو مزيد من السيطرة والمراقبة على السكان الفلسطينيين، وما نتج منها من قوة تجذير الاستعمار وتعميقه. أمّا نتالي سلامة، فجادلت في ورقتها أنّ هناك قدرًا من التناقض بين مصالح البرجوازية التجارية الفلسطينية والاحتلال، يتجلى في حقيقة أن ممثلي المصالح الاحتلالية يقتصون حصة من أرباح التجار الفلسطينيين المنتمين إلى الاقتصاد التابع، ومن ثمّ هناك مصلحة لدى الكثير من التجار الفلسطينيين في التخلص من "الشراكة الإجبارية" مع "نظرائهم/ أوصيائهم" الإسرائيليين.

(عرب 48)

وفي جلسة "الصحة والبيئة في سياق الاستعمار الاستيطاني"، التي ترأستها مروة فرج، استكشف أسامة طنّوس (وآخرون) معالم الفصل العنصري الطبي في فلسطين وإسرائيل، وتتبع تشكّل خدمات الرعاية الصحية في فلسطين - إسرائيل وتوسيعها، وما أوجدته من تفاوت في الحق في الرعاية الصحية وإمكانية الوصول إليها بين المجتمعات المختلفة. أمّا إشراق عثمان، فاستعرضت في ورقتها فضاءات الانتظار المكانية والزمانية للمرضى في غزة الذين ينتظرون السفر عبر حاجز بيت حانون "إيريز" للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس، أو الداخل المحتل، مع الإضاءة على النظام الصحي في غزة، وما يتعرض له من حصار خانق يؤثر في رعاية المرضى.

(عرب 48)

وقدم الورقة الأخيرة في هذه الجلسة، نور الدين أعرج، الذي درس مكبّات القمامة الإسرائيلية في الضفة الغربية باعتبارها جزءًا من سياق بنيوي واسع من العنف الشامل تجاه الإنسان الفلسطيني والبيئة الفلسطينية، وبيّنَ كيفية تطوّر الضفة الغربية لتكون حالة استثناء إيكولوجية في الخطاب البيئي الإسرائيلي.

أمّا جلسة "فلسطين وصراع الذاكرة: نماذج نصّية"، التي ترأسها حيدر سعيد، فضمّت ثلاث أوراق، وحاولت إيمان بديوي، في الورقة الأولى، تكوين فهم سوسيولوجي عن مجموعة "عرين الأسود" بوصفها نمطًا مستجدّ السمات، وذلك اعتمادًا على تحليل نصوص وصايا شهدائها التي كان لها الدور المركزي في تكثيف التفاعل مع المجموعة وإثارة تخوّف الاحتلال من تنامي نشاط الكفاح المسلّح في الضفة الغربية.

وجادلت مرح عبد الجابر في ورقتها، بأنّ الشعب الفلسطيني في سعيه للتحرر يحتاج إلى مشهد دولي يتجاوز الدولة القومية، آخذًا في الاعتبار السياقات المختلفة للاحتلال، حيث يُمكن تعريف هذا المشهد على أنّه المخيلة الفلسطينية، وهو مرتبط بالرواية الفلسطينية التي تطرح التنوع في الحالة الفلسطينية.

(عرب 48)

وفي السياق ذاته، اقترح عماد موسى أنّ أساليب طمس الذاكرة الفلسطينية في الفكر الصهيوني تنقسم إلى نمط النسيان السلبي، والذي يرتكز على الانغماس المفرط في سرديات الضحية أو المظلومية التاريخية، ونمط النسيان النشط، وهو حالة واعية ومُتعمّدة يُعبَّر عنها عن طريق فرض حقائق على الأرض لطمس التاريخ الفلسطيني أو محوه أو إعادة تفسيره.

وبرئاسة طارق دعنا، انعقد المسار الرابع بعنوان "تحديات بناء الاقتصاد في ظل الاحتلال". واستعرض ماهر الكرد في ورقته بعض البدائل المتداولة من حل الدولتين، مثل الاتحاد الاقتصادي، أو نموذج دولتين متوازيتين على أرضٍ واحدة، أو نموذج دولة ديمقراطية علمانية واحدة، وذلك بالتركيز على البُعد الاقتصادي لافتراض احتمال تطبيق أيّ من هذه البدائل.

ومن خلال قراءة في ما واجهته صادرات الضفة الغربية إلى إسرائيل من تحديات كبيرة بسبب نظام السيطرة المكانية الإسرائيلي، درس وليد حبّاس التكتيكات التي يستخدمها الفاعلون الاقتصاديون الفلسطينيون لتجاوز هذه التحديات، بالتركيز على صادرات الأثاث الفلسطينية إلى إسرائيل. وفي سياق متصل، دعا محمد السمهوري إلى ضرورة إعادة النظر في نموذج أوسلو الاقتصادي، لا سيّما بعد فشله في تحقيق تنمية حقيقية مستدامة، والقيام بنقلة استراتيجية نوعية في النهج السياساتي التنموي الفلسطيني التي تقوم على أساس "الحقوق غير القابلة للتصرف التي أقرّتها الشرعية الدولية".

وفي الندوة الختامية، التي جاءت تحت عنوان "المشروع الوطني الفلسطيني بعد العدوان على غزة" وأدارتها ليلى فرسخ، تحدث المشاركون حول "اليوم التالي" للحرب. وقال د. مصطفى البرغوثي إن "اسرائيل فشلت في نزع المقاومة وفي إعادة الأسرى عدا عن حادثة أمس، وفشلت في التهجير والتطهير العرقي، ولكن غزة صامدة بوجه كل هذا العدوان، مضيفا أن "أوسلو خلق انقساما كبيرا في السلطة وفي الشعب الفلسطيني، وهو اليوم عائق أمام الوحدة الفلسطينية".

(عرب 48)

وقال البرغوثي إن "الشعب يطالب بالتغيير، لذلك نحن بحاجة إلى تغيير القيادة وإجراء انتخابات ديمقراطية، لأن الشعب بحاجة إلى الوحدة في ظل هذا الانقسام، والواقع أننا نواجه احتلالا استيطانيا، لذلك يجب إنهاء عقيدة التنسيق الأمني، واتفاق أوسلو".

وذكر أن "الادارة الأميركية لا تقترح دولة فلسطينية، وهي تريد طرح شيء يشغّل الفلسطينيين لسنوات، وذلك بهدف واحد، وهو إكمال قطار تطبيع الدول العربية مع إسرائيل".

بدوره، قال أديب زيادة: "130 يومًا، ولا يزال تحقيق أهداف الحرب صعبا على دولة الاحتلال، التي تسيطر على القطاع منذ 17 عامًا". وأضاف أن "حروب الشعب وحركات التحرر أمام القوى المستعمرة والمحتلة، هدفها إنهاء الاحتلال وليس شيء آخر، نحن أمام امتحان حقيقي للتخلص من هذا الاحتلال، والمطلوب الآن هو التخلص من الاحتلال عن طريق وحدة الشعب الفلسطيني، وأي مشروع وطني لا ينتهي بإنهاء الاحتلال، لا يمكن أن يكون مشروعا ناجحا".

وشدد على أن "المطلوب الآن هو وحدة الوطن ومن ثم وحدة الشعب ووحدة النضال السياسي، ومن ثم وحدة الإستراتيجيات، ولا يمكن الاستمرار مع شروط المنظمة وعلى اتفاقية أوسلو. المطلوب الآن العمل بشكل جدي، ورغم كل الآلام والدماء، إلا أننا لم نكن أقرب إلى الاستقلال كما نحن قريبين منه اليوم، ولكن ما يحصل بحاجة إلى قوة وشجاعة من الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس وحركة حماس". وختم زيادة حديثه بالقول إنه "يجب أن نصنع الرئة السياسية للمقاومة الفلسطينية، وبحال اختنقت المقاومة في غزة، سنختنق لسنوات طويلة في المستقبل".

وقال أحمد غنيم إن "السلطة الفلسطينية لا تزال تتمسك حتى اللحظة بالتنسيق واتفاقية أوسلو مع الاحتلال، وهذا الخطأ الفادح (اتفاقية أوسلو) قسّم وشرذم شعبنا الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية لا تزال تتوقع أن تأتي حكومة إسرائيلية تمد لها يدها وتتعاون معها، وهذا مستحيل ولم يحصل مع هذا الاحتلال".

ورأى غنيم أنه "من غير الممكن أن تكون مصالحة فلسطينية دون تغيير القيادة الفلسطينية، ومن الضروري أن تكون وحدة، ولكن من المهم تغيير القيادة الفلسطينية".

(عرب 48)
(عرب 48)
(عرب 48)
(عرب 48)
(عرب 48)
(عرب 48)
(عرب 48)
(عرب 48)
(عرب 48)
(عرب 48)
(عرب 48)

اقرأ/ي أيضًا | بمشاركة واسعة: اختتام اليوم الثاني من المنتدى السنوي لفلسطين في الدوحة

اقرأ/ي أيضًا | انطلاق أعمال المنتدى السنوي لفلسطين بدورته الثانية في الدوحة

التعليقات